AR
EN
CN
RU
DE

قتل رائد فارس في 23 نوفمبر 2018 في تمام الساعة 11:00 صباحاً على يد أشخاص مجهولين في كفرنبل.

الثورة السورية

مقابلة مع رائد الفارس اعتمادا على الأسئلة المطروحة من قبل استر ساوب. سجلت المقابلة من قبل محمود التمر في كفرنبل - سوريا بتاريخ السادس من الشهر الاول عام 2016

وصلات إلى الممرات الأكثر إثارة للاهتمام:

أستاذ رائد , كيف تتمنى المجتمع السوري في المستقبل ؟

أستاذ رائد , لماذا استمر يتم حتى هذه اللحظة بالحراك الثوري السلمي و لم تتجهوا بالاتجاه العسكري كغيركم من الأشخاص أو الفصائل ؟

كيف تتعامل مع جيش الفتح أو جهة النصرة ؟

ما هي الرسالة التي توجهها لبلدان الدول الغربية ؟

ما هو رأيك في محادثات فيينا ؟

ما هي المشاريع التي في ذهنك لمستقبل ما بعد الحرب ؟

هل إغراق الثورة بالمال يؤدي إلى إفشال الثورة ؟


ما هو المصطلح يو ار بي؟

مصطلح يو ار بي هو اختصار للعبارة اتحاد المكاتب الثورية

ماهو المنصب الذي تشغله في يو ار بي ومن مؤسس يوار بي؟

أنا رئيس المنظمة وأنا قمت بتأسيسها

كيف تأسست يو ار بي؟

كما تعلم في بداية الحراك الثوري كان في مدينة كفرنبل لأنه لا يوجد وسائل إعلام لتغطية ما يحصل أو تقوم بنقل مطالب الناس فكنت أنا في البداية أقوم بذلك العمل بمساعدة شخص آخر فقط نستخدم معدات بسيطة كهاتف جوال و انترنت رديء. كنا نواة المكتب الإعلامي الذي توسع فيما بعد.

بعد دخول الجيش إلى بلدتنا كفرنبل كان يوجد حوالي من 50 إلى 60 ناشط هربوا إلى خارج البلدة و اتخذوا من البساتين و البلدات المجاورة مأوى لهم مثل قرى جبالا و معرة حرمة و معرة زيتا و مناطق أخرى ونتيجة لتشرد هؤلاء الأشخاص توقفت أعمالهم لذلك كانوا بحاجة إلى مصروف و بذلك تشكل المكتب الثاني و الذي هو مكتب المالية وكان في بادئ الأمر مؤلف من ثلاثة أشخاص وكانوا يقومون بجمع التبرعات من الداخل و الخارج و تقسيمها على الناشطين المتزوج 5000ليرة سورية و الأعزب 3000 ليرة وبذلك تشكل نواة المكتب المالي.

بعد فترة و نتيجة انتهاكات الجيش في المدينة زاد عدد العاطلين عن العمل و زادت أعداد الناس الذين هم بحاجة و في المقابل زادت كمية المال المرسل من الخارج وكنا نحصل على مواد عينية فتشكل المكتب الثالث الذي هو المكتب الإغاثي فأصبح لدينا ثلاثة مكاتب. .في الشهر السابع أو الثامن من عام2012 كان المكتب الإعلامي يقوم بتوثيق انتهاكات الجيش كالمعتقلين و الشهداء و الجرحى ولكن بسبب الازدياد الكبير في الانتهاكات فكان لابد من مكتب جديد مستقل يقوم بتوثيق هذه الانتهاكات فكان مكتب الإحصاء و بذلك أصبح لدينا أربع مكاتب.

بعد فترة قصيرة في بداية الشهر الثامن 2012 جرت معركة وكان نتيجتها تحرير كفرنبل من جيش النظام عندها اعتقدنا كثوار أننا قادرين على إدارة المدينة بمعنى أن نكون نحن السلطة الحاكمة. حاولنا من تاريخ 10|8|2012 و لمدة شهر و لكن فشلنا فشل ذريع في أن نكون السلطة السياسية أو الإدارية الحاكمة فقمنا بتسليم هذا الأمر إلى المجالس المحلية التي كان فكرة لتزال جديدة معتمدة على أصحاب الكفاءات والمؤهلين كأصحاب الشهادات و المثقفين وبذلك تشكل مجلس محلي في المدينة

ونحن الأربع مكاتب اتحدنا مع بعض تحت إدارة وحدة لتكون نواة منظمة مجتمع مدني تعمل على خدمة أساسيات المجتمع.

.باعتبار الخمسين سنة من التربية الخطأ و من غرس المفاهيم الخطأ قادت الناس في اتجاه خطأ فتمكن نظام بشار و نظام البعث من عام 1963 وحتى 2011 من زرع ديكتاتور في داخل كل مواطن سوري في اللحظة( عندما يجد الفرصة ) المواتية ممكن أن يخرج و يتسلط و يكون أشد وطأة من بشار الأسد ذاته. .فكانت الفكرة أن نقوم بإنشاء منظمة تعمل على توعية المجتمع من الداخل و تعمل على تنمية الفرد كفرد من خلال التوعية الثقافية و العلمية و أيضا تغيير طريقة التفكير إلى الجانب الإيجابي أكثر مما هو من الجانب السلبي

.هدف المنظمة في آخر المطاف هو إيجاد دولة مدنية,دولة العدل و المساواة التي تمنح و تكفل حقوق مواطنيها مهما اختلفت انتماآتهم الطائفية و العرقية ولتحقيق هذه الفكرة يوجد عدة خطوات تبدأ بإسقاط نظام بشار الأسد وتبدأ أيضا في رفع المستوى الثقافي لكل المواطنين ولكن بالتوازي مع تقديم المشاريع الثقافية لابد من تقديم مشاريع خدمية لإيجاد قبول لك بين الناس. هذه هي الفكرة السير في مجالين الأول ثقافي توعوي و الثاني خدمي تنموي يؤمن فرص عمل و للدفع بالمجتمع نحو تحقيق أهدافه. في تلك الفترة كان لدينا عدة مشاريع ساعدنا في ذلك المنظمة الأمريكية(مجلس كاليفورنيا الديمقراطي ) ساعدتنا هذه المنظمة في المشروع الإغاثة الأمريكي بقيمة 371000 دولار على شكل سلال إغاثة وزعت في المدينة ودورات بناء قدرات

و هكذا انطلقنا .

كيف بدأت فكرة رسوم الكاريكاتير التي كنتم تنشروها من خلال الانترنت كوسيلة للتعبير؟

طبعا أنا ذكرت لأن لا يوجد إعلام حر قي تلك الفترة تنقل الواقع و الصورة الواقعية فكانت فكرة اللافتات وليس الرسوم فقط لكي نستطيع أن نري العالم ما يحصل في سورية و كوسيلة لنعبر بها عن آرائنا و مطالبنا لأن في البداية لم يأتي أحد من وسائل الإعلام ليسألنا لمذا تتظاهرون فما كان لنا إلا أن نكتب و نرسم على القماش و الكرتون وكانت بذلك انطلاقة اللافتات في 15 نيسان 2011

وكنا نكتب اللافتات باللغة الانكليزية بالإضافة للغة العربية. أول رسمة كانت لبشار الأسد قدميه في الأرض و رأسه في السماء كناية عن العجرفة و الجبروت, هذه الرسمة لاقت قبول من المحطات التلفزيونية و من المتظاهرين أنفسهم حيث فرحوا بها عندما حملوها . فقررنا وجود رسمة أو أكثر في كل مظاهرة لنعبر فيها عن الحالة لأن اللوحات لغتها عالمية أكتر لأنها لا تحتاج إلى شرح أو ترجمة فأي شخص كان من أي جنسية صيني أم روسي أم أوروبي أم عربي بإمكانه أن يشاهد اللوحة ويفهمها بشكل صحيح.

من هو الشخص الذي كان يرسم هذه اللوحات الكاريكاريتيرية ؟

في البداية كان أحمد جلل يقوم بهذا العمل بالمناسبة هو ليس رسام في الأساس هو يعمل في مخبر تعويضات سنية ولكن لديه موهبة الرسم من عائلته ( عائلة جلل ) معروفة عالميا كعائلة فنانين فمثلا الفنان إبراهيم جلل يعمل كفنان منذ عام 1982 و هو يعيش في فرنسا والفنان خالد جلل يعيش في الإمارات العربية. إذا هي عائلة موهوبة بالفطرة

وكنا نتناقش مع أحمد للوصول إلى لوحة تخدم الفكرة التي نريد إيصالها . في بداية 2012 فتاة عملت معنا اسمها إيمان الأحمد هي الآن في السويد كمان كنا نقدم لها الأفكار لترسمها على شكل لوحة لكنها في نهاية 2012 تركت العمل وسافرت وبقي أحمد مستمر حتى هذه اللحظة برسم اللوحات و إحضارها إلى ميدان التظاهر.

ما هو مشروعك بالتفصيل ؟

ذكرت سابقا أننا بدأنا في مشروع إغاثة بالتزامن مع بناء الراديو و كانت البداية و الانطلاق فيها في الشهر السادس 2013 بدأنا بخمسة أشخاص ككادر الآن الكادر بحدود 132 منهم 28 سيدة . تبث الراديو بشكل متواصل على مدار 24 ساعة بدون توقف أبدا من خلال الراديو نستطيع أن نصل لكل الناس .

في آخر بحث ( إحصاء ) لمؤسسة أمريكية تدعى نافينتي في شهر تشرين الأول 2015 للمؤسسات الإعلامية الموجودة في سورية حصلنا على المركز الأول بفارق كبير حولي 45% لنسبة المتابعة و التواصل مع الناس بينما حلت راديو أورينت في المركز الثاني بنسبة 22% إذا كما تلاحظ أننا تفوقنا على مؤسسة كبيرة مثل أورينت التي يتجاوز تمويلها المليون دولار شهريا بينما لا يتجاوز تمويل راديو فرش 10 آلاف دولار شهريا علاوة على ذلك المدى التي تصل إليه راديو أورينت أكبر و أوسع من مدى راديو فرش الذي لا يغطي سوى أدلب وجزء من محافظة حماه .

في الشهر السابع من 2013 أطلقنا أول مشروع خاص بالمرأة و الذي يدعى مزايا.يهدف هذا المشروع إلى تنمية قدرات المرأة و يتلقى تمويله من اتحاد المكاتب. في الشهر الثاني 2013 افتتحنا أول مركز لتوعية الطفل يدعى باص الكرامة ( حافلة متنقلة ) في الشهر السابع تحول إلى مركز ثابت.

إذا كما ذكرت آنفا بالتوازي مشاريع تنموية و أخرى توعوية .تطورت هذه المشاريع فمثلا في الوقت الراهن لدينا 8 أفرع لمزايا و 8 مراكز للطفل ليس فقط في المدينة و أنما أيضا في البلدات المجاورة مثل جبالا و معرة حرمة و معرة النعمان وقرى جبل الزاوية . إذا نحن نعمل ضمن منطقة جغرافية واسعة جدا يقطنها حوالي المليون نسمة منهم 405 آلاف شخص يستمعون لراديو فرش.

لدينا أيضا منظمة حقوقية تدعى محامون العدالة تقوم بدورات بناء القدرات للمتدربين و تقوم أيضا بتوثيق الأحداث و الانتهاكات.

أيضا لدينا مشروع خدمي قدمناه لمدينة كفرنبل والذي هو مشروع تزويد المدينة مع قريتان أخريان بماء الشرب بكلفة 371,000 دولار و مشروع مماثل لمنطقة شرقي معرة النعمان تدعى بابولين ويزود خمس قرى بالماء و الكهرباء .

لدينا الكثير من المشاريع الأصغر فمثلا لدينا ثلاث مجلات للكبار و الصغار و مكتب إرشاد للمرأة و عيادات طبية متنقلة ( عبارة عن سيارتان مع كوادر طبية يقومون بمعالجة المرضى خصوصا النساء و الأطفال في المناطق التي لايوجد فيها كوادر طبية تعالج من 80 إلى 125 حالة يوميا مع تقديم الدواء المجاني .

أيضا لدينا بنك دم مركزي يخدم محافظة أدلب و حماه يزود المستشفيات بما يلزم من دم . لدينا أيضا منظومة إسعاف خارجي مؤلفة من سبعة سيارات تتنقل بين أدلب و حماه و تنقل بعض الجرحى إلى الحدود التركية.

يوجد الكثير من المشاريع لا مجال لذكرها كلها . نحن لا زلنا مستمرين في العمل على المجتمع و الهدف هو التغيير لأن الثورة هي التغيير . أحرزنا نوع من النجاح و تكون نوع من الثقة مع المجتمع رغم الكلام المغلوط الذي يتداوله بعض الأشخاص كأن يصفونا بلصوص الثورة و عبيد الدولار و لكن أنا شخصيا أجد هذا الأمر طبيعي فمثلا في الوقت الراهن و مع كل هذه الفوضى إن وجد اثنين من كل عشرة يتكلمون عنا بشكل إيجابي و ثمانية بشكل سلبي فأنا أجده أمر جيد و لكن يوما ما و أعتقد انه ليس ببعيد سيظهر للناس ما نقوم به تماما و تتكشف الحقائق الصحيحة لطبيعة عملنا و أنا متأكد في الأيام القادمة أن الناس سيعرفون من نحن و ماذا نفعل.

أستاذ رائد , كيف تتمنى المجتمع السوري في المستقبل ؟

المجتمع السوري في نهاية المطاف عندما قام بالثورة كانت الفكرة أننا لسنا أقل شأنا لا عقلا ولا جسدا ولا بنيتا من المجتمعات الأخرى , نحن بشر مثل البشر الموجودين في أمريكا أو أوروبا أو في أي مكان في العالم .

نحن كمواطنين كنا نتعامل معاملة العبيد , عبيد في مزرعة تملكها عائلة واحدة هي عائلة الأسد مثل قطيع الأغنام الذي يقوم المزارع بحلبه و بيع حليبه . نعمل طوال النهار ويسرق آل الأسد و أتباعه جهدنا و تعبنا .

فما كان حلمنا أكثر من أن نعيش مثل الشعوب الأخرى . مجتمع حر يفكر بطريقة صحيحة لديه كرامة لديه القدرة على اختيار من يحكمه , مجتمع قادر على حكم ذاته بذاته , كلمته مسموعة , وغير مقيد بكل القيود التي كانت مفروضة عليه و التي تكبله تماما أنا في النتيجة كل ما أحلم به أن نكون بشر , نتعامل كبشر . فقط لا أريد أكثر من ذلك.

أستاذ رائد , لماذا استمر يتم حتى هذه اللحظة بالحراك الثوري السلمي و لم تتجهوا بالاتجاه العسكري كغيركم من الأشخاص أو الفصائل ؟

ذكرت من البداية أن الثورة هي التغيير. تغيير المجتمع يتم بالعمل السلمي و العمل السلمي هو عمل مدني . بداية الثورة كانت سلمية و مدنية بالمطلق , الذي تحول للعسكرة و الذي انشق عن جيش النظام وشكل الجيش الحر لحماية الثورة و ليس هو الثورة

و للأسف الناس توصلوا إلى مفهوم أن من يحمل السلاح و يحارب هو الثورة و هو ليس بالثورة . الثورة الأساسية هي الثورة السلمية و النشطاء السلميين و الشعب نفسه الذي تحرك نحو تحقيق مطالبه في الحرية و الكرامة إذا فالشعب هو الثورة ومن يحمل السلاح فهو لحماية الثورة. للأسف التفريق الصحيح غير قائم حاليا . الفكرة كل التالي الذي ثار هو الشعب و الذي حمل السلاح فلحماية هذا الشعب.

المفهوم الخطأ أن من يحارب هو الثورة و هذا المفهوم إطلاقا غير صحيح. الثورة هي الشعب و هو القادر على التغيير إذا القادر على التغيير هو العمل المدني و العمل السلمي الذي يغير المجتمع من داخله . الذي يحمل السلاح بإمكانه أن يقمع و يسيطر أو أن يتصرف كما النظام و لكن لا يستطيع تغيير المجتمع من الداخل . لإيماننا في العمل السلمي ما زلنا سلميين .

ما زلنا نتقرع كأن يقول البعض لماذا هؤلاء يتظاهرون إلى الآن؟ أو لماذا لا يحملون السلاح و يحاربوا على الجبهات ؟ عملنا هو الأساسي و من يقاتل على الجبهات يحمينا . نحن لانقلل من قيمة أو قدر الذين يدافعون عنا لا على العكس يضحون بأنفسهم لحماية الثورة و الشعب لحتى الشعب يسير في منحى آخر

العمل المدني و العسكري يسيران في خطان متوازيان ليس لأننا نريد أو نحب العمل العسكري و لكنه فرض علينا نتيجة العنف العنف الغير مسبوق و القتل الغير مسبوق و أساليب القتل الغير مسبوقة و أعداد القتلى الغير مسبوقة بعنف غير طبيعي على الإطلاق

فلذلك كان لابد من أن يواجه هذا العنف بعنف . لم يكن لدى المدافعين القدرة العسكرية على المجابهة و المقاومة و لكن إذا دخل أحدهم منزلك يريد قتل عائلتك قد تستخدم أي شيء يتوفر لديك لتدافع به عنهم , مسكة الباب مثلا لتدافع وهم يهاجموك بدبابة .الفكرة الأساسية هي أن التغيير يشمل العمل المدني و السلمي و الحراك العسكري هو لحماية الحراك السلمي .

كيف تتعامل مع جيش الفتح أو جهة النصرة ؟

جيش الفتح و جبهة النصرة في الشكل قد يكونان فيصلان مختلفان و لكن لهما نفس المضمون . إذا أردنا أن نعرف جبهة النصرة يجب أن نعرف داعش أو حتى أحرار الشام ,

أي تنظيم عسكري يحاول أن يفرض سلطته على المدنيين , على الشعب , لايمكن تفريقه عن طريقة تفكير النظام . النظام بحد ذاته حكم بقوة السلاح فأي قوة تفكر أن تحكم بقوة السلاح فهي كالنظام و ربما أسوء .

وجود الجبهة لا يسبب لنا الكثير من الضيق على العكس إنها قوة موجودة على الأرض لا تستطيع أن تتجاهلها . نحن عندما نقيد عملنا ليس خوفا من الجبهة

و أنما بسبب المجتمع لان مجتمعنا شرقي مغلق و محافظ جدا مجتمع ما قبل الثورة و يوجد الكثير من عوامل الفصل بين الرجل و المرأة فنضطر أن نفصل حفاظا على بنية مجتمعنا . لأن إذا أردت أن تعمل على تنمية مجتمع ما يجب أن تحافظ على روابط و أواصر الثقة فيما بينكم من خلال مراعاة مشاعرهم و بنية مجتمعهم . فنحن في عملنا نراعي المجتمع قبل أن نراعي التنظيمات المسلحة .المجتمع أولا و ما تبقى تفاصيل .

أعتدي علينا كثيرا . أنا شخصيا تعرضت لمحاولة اغتيال بسلاح ناري من قبل شخصان ملثمان على باب منزلي. أصبت بعيارين ناريين و استغرقت عدة شهور لحتى شفيت من ثم مجهولون وضعوا لغم أرضي بجانب سيارتي تكررت الحادثة مرة أخرى بعدها خطفت من قبل جهة النصرة و جند الأقصى . مثل هذه الأمور مرجحة الحدوث طالما أن من يحمل السلاح يعتقد أنه يستطيع السيطرة على كل الناس , لكنهم يتراجعون عن أعمال التسلط عندما يجابهون بردات الفعل الإعلامية و الشعبية , و دائما الكلمة أقوى من البندقية .

أمور كالاعتقالات و المداهمات تحصل و تشتدد من فترة لأخرى لكننا مستمرين فنحن أمر واقع مثلما هم أمر واقع.و لكن نحن نمتاز عنهم لأن ارتباطنا بالأرض أكبر فلدينا روابط الأسرة و الأقارب و الجيران نحن نمثل المجتمع أولا و أخيرا , هم ربما ليس لهم ارتباط سوى البندقية.

ما هي الرسالة التي توجهها لبلدان الدول الغربية ؟

حسنا, أهم ما في الأمر أن بشار الأسد لعب لعبته و عمل على مسارين , الأول أن يوصل فكرة للعالم أنه يواجه إرهاب يواجه متشددين و متطرفين . المسار الثاني هو أن ما يحصل في سورية هي حرب أهلية.

رسالتي للغرب أن ما يحصل في سورية هي ثورة بكل معنى الكلمة , هي ثورة شعب انتفض في سبيل حريته و كرامته واجهه النظام بعنف و لزيادة العنف ابتكر النظام و أوجد داعش و صوره للعالم كحليف للثورة

و هذا الأمر خاطئ تماما جملة و تفصيلا فنحن نعاني من إرهاب داعش كما نعاني من إرهاب النظام , إذا نحن بين فكي كماشة .

العالم بات ينظر إلى الأسد و داعش و نسوا الشعب الواقع تحت ظلم هذان المجرمان. النظام و حلفائه يبلغون حدود 200 إلى 300 ألف و داعش وباقي الفصائل 100 إلى 200 ألف ماذا عن 20 مليون سوري الواقعين تحت إرهاب هاتين القوتين المتحاربتين لا أحد يأتي على ذكرهم , هم منسيين تماما. يوجد حراك شعبي و ثورة سلمية لم يعد أحد ينتبه لها

.صحيح حصل الكثير من القتل و إراقة الدماء و لكن لنأخذ الثورة الفرنسية كمثال فهي أيضا كانت عنف في مجابهة عنف مات فيها الكثير من الناس و لكن الفرنسيون يدعونها ثورة

وهي التي غيرت وجه أوروبة . نحن نحلم ذات الحلم بتغيير واجهة الشرق الأوسط . أكرر جل ما أريده هو أن ينتبه الغرب أن هناك شعب عالق بين الارهابين.

أيضا الغرب يدعوها حرب أهلية و هي أبدا ليست كذلك . الحرب الأهلية تحدث بين طائفتان أو عرقان مثلا كردي ضد عربي أو سني ضد علوي ما يحصل منافي تماما لمفهوم الحرب الأهلية. ما يحصل أن النظام لديه جيش مكوناته من كل الطوائف السورية من سنة و شيعة و علوية و دروز و أكراد ...ألخ ناهيك عن الحلفاء

في مواجهة شعب أيضا مؤلف من كل الطوائف . فإذا المواجهة بين النظام و حلفائه و بين الشعب بكل أطيافه و مكوناته .

فالنتيجة ما أريده من الغرب أن يصلحوا هذا المفهوم : هي ليست حرب أهلية ولا حتى نظام يحارب إرهاب هي ثورة و سوف تنتصر وهي فعلا انتصرت من اليوم الأول الذي خرجنا فيه إلى الشارع و هتفنا و ما يحصل الآن ما هو إلا تفاصيل.

ما هو رأيك في محادثات فيينا ؟

لم يكن يوجد ولا سوري في الجولة الأولى و الثانية من محادثات فيينا التي انعقدت . كان اجتماع بين دول لإيجاد حل للأزمة السورية بعدها انعقد مؤتمر الرياض . بكل الأحوال أي شيء ينتج عن هذا المؤتمر قد يكون خطوة إلى الأمام سواء كانت النتيجة حكومة انتقالية مع بشار الأسد محدود الصلاحيات أو حكومة انتقالية بدون بشار الأسد فهي أكيد خطوة إيجابية , على الأقل تخلص الناس من القصف . لا مشكلة لأن نحن سنبقى نمارس دورنا على الأرض كما هو به أو بدونه. إن أفضت نتائجه إلى توقف القصف على الناس فهذا أمر جيد جدا .

لكن يجب أن تبدأ المحادثات على شرط رحيل الأسد عن السلطة لأن لم يتبقى أحد من الشعب يقبل بقاءه في السلطة بعد كل هذا التشرد التنكيل و و القتل ( الكثير جدا من الناس فقدوا أحبائهم : أولادهم و بناتهم و أقاربهم ....ألخ ) . لم يعد هناك سوري يقبل أن يرى في السلطة شخص دمر مليون منزل و هجر 12 مليون سوري و قتل أكثر من 500 ألف سوري و أعتقل قرابة 3 مليون سوري 500 ألف منهم لا يزالون رهن الاعتقال .

أنا استغرب عندما يتحدث البعض عن إمكانية بقاء الأسد في السلطة . فمثلا لنأخذ بلد حر كمثال فمن أجل جريمة قتل لا ينكشف منفذها يستقيل الوزير أو الشخص المسؤول.

نحن لا نستطيع أن نستوعب حالة اللامبالاة من أصحاب القرار في العالم أن تدمر دولة بأكملها و شعب نصفه تهجر و قتل منه 500 ألف و 500 ألف أخرى قيد الاعتقال و لا يزال الحاكم في السلطة هذا الأمر الذي لا نستطيع أن نفهمه أو نستوعبه .

لماذا لم يكن شرط محادثات فيينا رحيل الأسد مهما كان الأشخاص و الدول التي تدعمه لأنهم أولا و أخيرا قتلة مثله. حلفاؤه هم روسيا و إيران و حزب الله و الميليشيات العراقية و آخرين معروف لدى العالم اجمع أنهم قتلة و يدعي العالم المتحضر الديمقراطية .

فنحن لا نستطيع أن نستوعب كيف مجلس الأمن المبني على أساس الديمقراطية و مؤلف من دول تعتد بالديمقراطية غير فعال إذا قام مندوب دولة بالاعتراض على قرار يلغي رأي باقي الدول , لا أعرف كيف نحن سنقبل بوجود بشار الأسد في السلطة.

على أية حال هم يسيرون في طريق و نحن في طريق في نهاية المطاف إذا استطاعوا تأمين خطوة إلى الأمام فهذا أمر جيد .

ما هي المشاريع التي في ذهنك لمستقبل ما بعد الحرب ؟

نحن لا نسميها حرب ,أنا أعترض بشدة على كلمة حرب . هي ثورة و ما يحصل هو معارك و قتل و لكن نحن مستمرين فيما بدءنا فيه و مثل ما أخبرتك أنني أعتبر أن الثورة انتصرت من اليوم الأول من لحظة الهتاف الأول في وجه الظالم في وجه حاكم أرغم شعبه على الركوع لمدة 50 عام . أول صرخة في الشارع هي كانت النصر و ما يحصل بعدها هو هدم لمزرعة الأسد

و نحن ذاهبون في اتجاه بناء وطن.فكرة العبودية أصبحت مرفوضة لدينا, لم نعد عبيد نحن بشر يريد أن يبني وطن. الوطن الذي نحلم به و تكلمنا عنه هو وطن المساواة والعدالة. وطن يكفل حقوقي كمواطن من أي طائفة أو دين كنت , مسلم أم مسيحي أم كردي , سني أم علوي أم درزي . , مسلم أم مسيحي أم كردي , سني أم علوي أم درزي . وطن لا يستخدم منظور الطائفية كأن ينظر لي كعربي أو كردي بل منظور المواطنة . نريد أن نصل إلى هذا المفهوم .

المشاريع مستمرة و لدينا النية بالتمدد الأفقي و العمودي , أفقيا بشكل جغرافي بالإضافة لعملنا هنا كأن ننتقل إلى مناطق أخرى , عموديا أن نرفع من سوية العمل قليلا كأن نعمل بإحترفية أكبر.

الأمور تسير في هذا الاتجاه خطوة بخطوة مع ازدياد عدد الأشخاص و المنظمات الغير حكومية التي تتعاون معنا بحيث يبنوا قدراتنا و يعلموننا و يدربوننا أكثر لكي يكون لدينا الإمكانيات المطلوبة لأن لدينا الرغبة في أن نصل أكثر, تمدد أفقي و عمودي.

هاهي مصادر الدعم التي تمول اتحاد المكاتب الثورية ؟

في البداية الثورة ذكرت أنه كان مجموعة من مغتربين كفرنبل في السعودية و دول الخليج يقومون بدعمنا فيما بعد في نهاية 2012 و بداية 2013 بدأنا نتعامل مع منظمات غير حكومية عالمية منها المجلس الديمقراطي في كاليفورنيا و كرياتف و كيمونيكس مع انكرين و ان أي آي و مبكي و هذه جميعها منظمات أمريكية . و تعاملنا مع منظمات أوروبية مثل المجلس الأوروبي لتعزيز الديمقراطية و أنقذوا الأطفال وأطفال الحرب و كثير من المنظمات جميعها منظمات غير حكومية لا يسعني آن أذكرها كلها . نتواصل معها و نقدم عروض نأخذ وقتنا لدراسة العرض مع المنظمة و في النتيجة قد نحصل أو لا نحصل على التمويل اللازم .

بكلمات أخرى نقوم بتقديم مشاريع لعدة منظمات و يناقشونا فيها و بعد الدراسة ممكن أن يقدموا لنا الدعم و ممكن أن لا يقدموا . هؤلاء هم شركاءنا, نادرا ما تجد منظمة لم نتعامل معها . ربما نسيت أن أذكر بعض المنظمات و لكننا تعاملنا مع معظم المنظمات الأمريكية و الأوربية .

هل لديك النية أو فكرة إنشاء مشاريع إنتاجية تقوم بتوفير الدعم ؟

أبدا , في الوقت الحالي لا مشاريع إنتاجية .

مداخلة من المراسل يسأل عن السبب:

لأننا شاهدنا فشل من حاول أن يقوم بذلك . نحتاج إلى الكثير من التحضير لنصل لمرحلة أن نكون إنتاجيين و نستطيع أن نعتمد على أنفسنا .

نقطة مهمة تتعلق بهذا الموضوع ,جميع المعاملين هم من الثوار في بداية تشكيلنا كمنظمة مما يعني أن العمل التطوعي أساسي لدينا موضوع الراتب ليس مهم كثيرا بالنسبة لنا . كمثال نحن الشهر الماضي , شهر نوفمبر2015 ,لم نقدم رواتب لأنه ليس لدينا المال الكافي . في بدية الشهر الحالي كانون الأول 2016 سلمنا رواتب شهر نوفمبر و ديسمبر معا . فالعاملين ليس لديهم مشكلة

نحن بحدود 470 موظف في المكاتب الثورية و لم يسأل منهم أحد عن موضوع الراتب إذا متوفر أو غير متوفر . الفكرة الأساسية أنه عمل تطوعي . احتياجاتنا بسيطة جدا, تخيل نحن 470 موظف 270 منا إناث كلفتنا الشهرية حوالي 60 إلى 70 ألف دولار . ليس بالرقم أو المبلغ الكبير مقارنة مع العدد الموجود و لن يترك أحد العمل إذا لم يتوفر الراتب ففكرة العمل التطوعي أساسية في اتحاد المكاتب الثورية . المشاريع الإنتاجية تعتمد على المال لمشاريع الإنتاجية تعتمد على المال , سأكون صريح و واضح , تكلمت أن المجتمع السوري بحاجة إلى تغيير و لم نتغير بعد فأنا خائف في حال اتجهنا باتجاه المشاريع الإنتاجية أن نتحول إلى فكرة جمع المال . نحن ذاهبون باتجاه هدف قد ينحرف هدفنا في اتجاه آخر , نحو المال فنترك الهدف الأساسي و هذا الأمر وارد .

لا أقول أن الجميع سوف ينحرفون و لكن قد ينحرف جزء من الأشخاص نحو جمع المال و هذا ليس هدفنا الأساسي . لذلك نحن لا نزال غير مستعدين. يوما ما عندما تتهيأ الظروف المناسبة ممكن أن نقوم بمشاريع إنتاجية و نعتمد على أنفسنا أكثر . يوجد بعض الخطوات البسيطة التي نحن بصدد القيام بها لنؤمن دخل للراديو و لكننا لم نقوم بها بعد مثل الإعلانات عبر الراديو و لكننا لم نفكر في تنفيذ هذا الأمر بعد .

هل إغراق الثورة بالمال يؤدي إلى إفشال الثورة ؟

تماما هذا ما حدث في سورية أغرقونا بالمال مما أدى لهلاكنا .

مثلا كثير من الصحفيون الأجانب ( حوالي 600 صحفي و صحفية أتوا إلى مكتبي و قابلوني و أحيانا ينامون في منزلي جميعهم عرضوا عليه المال . جميعهم لديه فكرة دفع المال كتكاليف الإنترنت و المنامة و الطعام . لم أقبل أن أأخذ ولا دولار لسبب واحد. مثلا أأخذ منك اليوم 300 دولار و من صحفي أخر نفس المبلغ بعد فترة قصيرة أرى الصحفي فقط دولار. هذا مرجح بقوة أن يحصل لذلك أنا شخصيا لا أريد شيء. بعضهم يقول انه يريد أن يتبرع وقد استخدموا هذا الأمر كذريعة فأرشدهم إلى المكتب المالي فالنتيجة أنا لم أقبل أي أموال بشكل شخصي لأنها قد تدفعني في الاتجاه الخطأ

لذلك كنت و ما زلت أرفض فكرة كنز المال لأنها سوف تؤدي لانحرافنا عن هدفنا إن لم أكن أنا فبعض الأشخاص الذين يعملون معي. و هذه مصيبة كبيرة.

أنا أعرف الكثير من الناس كانوا إعلاميين و نشطاء ثوريين على مستوى عالي و بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حرفهم المال في اتجاه آخر فمثلا البعض أصبحوا مراسلين لمحطات تلفزيونية يخدمون أجندة هذه القنوات و ليس أجندة الثورة في سبيل المال.ونسوا كل شيئ يخص الثورة

أيضا الذين اتجهوا باتجاه العسكرة تلقوا دعم مالي كبير و لكنهم استأثروا هذا المال لأنفسهم على حساب الثورة فمعظم قادة هذه الفصائل تغيرت ظروف حياتهم نحو الأفضل حتى أن البعض لم يعد تعجبه الحياة داخل سورية فأنتقل للحياة خارج القطر و ذلك دفعهم للتعلق بالحياة و كراهية الموت و نسيه بلده و لم يعد يهتم لكل ما يحصل في بلده.

نحن الذين بقينا في الداخل ليس لدينا الولع في الحياة فأنا مثلا مرتبي مثل مرتب أي موظف في المنظمة 100 دولار لذلك ليس لدي تعلق كبير بالحياة. الآن زوجتي تكتب لي لتخبرني أن المنزل تخرقه مياه الأمطار و الصرف الصحي مسدود بسبب غزارة الأمطار و المنزل في حال فوضى و مع ذلك أفضل البقاء هنا على عيشة الترف في الخارج . لأن أن عشت في تركيا في شقة فخمة و سيارة فخمة و ترف سأنحرف نحو حب الحياة المترفة و لن أكون عندها قادر أو لدي الدافع لأن أترك هذه الحياة الرغيدة و أؤدي دوري الذي بدأته لخدمة مجتمعي لخدمة الثورة .

البعض ممن يعيشون خارج القطر يتذرع و يقول أنا مهم للثورة أنا استطيع أن أحضر دعم مادي و عسكري إذا قتلت الكثير من العائلات سوف تموت جوعا بعد موتي فأنا مهم ويجب أن أعيش في تركيا لكي لا يغتالني أحد أو يقصفني الطيران ( يستهدفني النظام .

الفكرة انك عندما تغادر البلد و تعيش في تركيا تخسرك الثورة و يخسروك الناس هذا السبب ( أن تخسرنا الثورة ) جعلنا مستمرين في العمل من الداخل

يأتي تمويل أو دعم نقوم بتوزيعه لا يأتي نبقى بدون طعام .لامشكلة